الأربعاء، 8 ديسمبر 2010

إبداعات غزة تجسد الحصار والجرائم الإسرائيلية


امتلأ المكان بعلامات الدهشة والحيرة من قبل المتفرجين المحليين والسائحين الأجانب، أمام سلسلة من اختراعات وإبداعات طلبة الجامعات الفلسطينية في غزة، والتي تضمنت الاختراعات الالكترونية والمجسمات والأشغال اليدوية والأعمال الفنية، والتي عكست حقيقة المثل الشعبي القائل "الحاجة أم الاختراع"، في ظل حصار إسرائيلي مرير يعانيه سكان القطاع، منذ ما يقارب 4 سنوات.

جاء ذلك كله بين جدران مركز رشاد الشوا الثقافي، خلال معرض افتتح أمس، وسيستمر لثلاثة أيام، نظمته جمعية "الوداد للتأهيل المجتمعي"، وحمل المعرض الممول من المساعدات الشعبية النرويجية لسكان القطاع اسم "ابتكار في ظل الحصار".

اختراعات وإبداعات
أحد تلك الأجهزة التي لفتت انتباه "فلسطين" ذلك الذي اخترعته طالبة في الجامعة الإسلامية وتدعى "نداء حجاج" وثلاث أخريات من زميلاتها في قسم الهندسة الكهربائية، وأطلق على الجهاز اسم " "Power Consmpution Alerting system، ويستخدم لقراءة الأحمال الكهربائية على الخطوط الموزعة من دولة الاحتلال وإرسالها إلى شركة توزيع الكهرباء عبر تليفون خاص إلى غرفة المراقبة، ليتم إشعار المراقب بوجود انقطاع بالتيار قبل حدوثه.

وأوضحت الطالبة "حجاج" أن شركة توزيع الكهرباء قامت بشراء جهازها الذي كلفها تصنيعه 5000 دينار -على حد قولها.

وفي اختراع آخر حاز على إعجاب العديد من المتجولين في المكان، جهاز يربط شبكة مجسات لاسلكية يستخدم في غرف العناية المركزة الطبية، وتقول الطالبة في قسم هندسة الحاسوب في الجامعة الإسلامية "إسراء السعافين"، يقوم هذا الجهاز بإرسال بيانات المريض ومؤشراته الحيوية لاسلكياً إلى شاشة المراقبة، مشيرةً إلى أن مستشفيات القطاع تعمل على أجهزة سلكية لمراقبة ذلك.

وانتقالاً إلى زاوية أخرى التف العديد من المواطنين حول تصميم لتحلية مياه البحر باستخدام الطاقة الكهربائية، وهو من اختراع الطالبة آلاء اليازوري وثلاث من زميلاتها، حيث توضح اليازوري أن تصميمها يعمل على تحلية مياه البحر باستخدام الطاقة الكهربائية والمتجددة، منوهاً إلى أن التصميم القديم المعمول به يعتمد في مياهه على المياه الجوفية فقط.

وأشارت إلى أن تصميمها هذا يمكن تنفيذه على أرض الواقع، نظراً لحاجة السكان إليه، "فهو مشروع قومي ووطني ويوفر الكثير من المعاناة في جلب المياه"، مبيّنةً أن شركة مصلحة بلديات الساحل أشرفت على التصميم، وتدرس تنفيذه.

وبحسب الطالبة اليازوري فإن تكلفة إنتاج كوب مياه واحد يبلغ 0.56 دولار، مؤكدة أن تصميمها هذا يراعي ضوابط منظمة الصحة العالمية في المياه الصالحة للشرب.

أما إبراهيم أبو عودة فله حكاية أخرى مع الاختراعات "الغزاوية"، فرغم أنه طالب في قسم المحاسبة، و أن تخصصه الجامعي بعيد عن هواياته في الاختراع، إلا أنه استطاع تصميم مولد كهربائي يعمل عن طريق الهاتف الخليوي.

ويشرح أبو عودة جهازه للمشاهدين الذين اصطفوا أمامه فضولاً لمعرفه سبب ارتباط المولد بهاتف محمول، قال: "لقد تم إيصال المولد بالهاتف الكترونياً، وفي حال انقطاع التيار ما عليك سوى أن تقوم بالاتصال على رقم الهاتف الموصول بالمولد، ليتم تشغيل الأخير على الفور، وفي حال عودة الكهرباء يتم فصل المولد أوتوماتيكياً، دون أن تفقد التيار الكهربائي".

ويشير أبو عودة إلى أن اختراعه هذا يقلل من نسبة الخطر المحدقة بتشغيل المولد، ولا يوفر على صاحبه مشقه الوصول إليه لتشغيله يدوياً، مضيفاً: "لقد جاءتني هذه الفكرة بسبب انقطاع التيار الكهربائي المستمر في قطاع غزة، وزيادة عدد ضحاياه".

وبحسب أبو عودة فإن هوايته في مجال الالكترونيات جعلته قادراً على إنتاج هذا الجهاز بعد 3 محاولات تكللت بالفشل.

مجسمات فاضحة للاحتلال
وأمام مجسمات صنعت من الفلين تجمعت أمامها عدسات وكاميرات وكالات الأنباء العالمية، جسدت إحدى تلك الأعمال المجزرة الإسرائيلية التي افتعلتها قوات بحرية الاحتلال ضد أسطول الحرية، حيث نحت مصممه الفنان "عبد اللطيف السدودي"، طائرة حربية تعلو سفينة "مرمرة" التركية، وتنزل العشرات من جنودها الذين قاموا بقتل 9 متضامنين أتراك وأصابوا العشرات في الحادي والثلاثين من مايو الماضي.

وفي مجسم آخر من أعمال الفنان، يجسد بمنحوتته الفلينية، المتضامنة الأمريكية "راشيل كوري" التي قتلها سائق آلية إسرائيلية دهساً، وهي تعترض طريق جرافة إسرائيلية أمام منزل فلسطيني تريد هدمه.

ويقول الفنان السدودي إن:" جميع أعماله تم صنعها عقب الحرب الإسرائيلية على غزة، لما سببت من آثار مدمرة في قطاع غزة، مشيراً إلى أن هذه الأعمال مستنبطة من الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.

ويريد السدودي أن يوصل رسالة إلى كل المتفرجين في المعرض، أن دولة الاحتلال ترتكب الجرائم دون محاسب لها أو رادع، وفي ظل غطرسة أمريكية مستمرة تقف في صالحها.

الحصار خلف الحاجة
وفي ذات السياق، يوضح أيمن أبو كريم المشرف العام على المعرض "ابتكار في ظل الحصار"، أن جميع هذه الأعمال قام بصنعها طلاب جامعيون، يعانون من ويلات الحصار، حيث أجبرتهم الحاجة إلى مقاومة الحصار الإسرائيلي.

وأوضح أبو كريم أن تواصل الحصار الإسرائيلي يعيق تنفيذ بعض تلك الاختراعات، "لكنه كان دافعاً للشباب أن يبعدوا ويوظفوا طاقاتهم لمقاومة هذا الحصار، ما يعزز الثقة بالنفس لديهم ويطور قدراتهم مستقبلياً".

وأوضح أن المعرض تضمن 4 زوايا، وهي "الأفلام الوثائقية، وتكنولوجيا واختراعات، ومجسمات وأشغال يدوية، ولوحات فنية كاريكاتورية"، مشيراً إلى أن الإعداد لهذا المعرض استغرق ما يقارب 3 أشهر، وسيستمر لثلاثة أيام.

ونوه إلى أنه سيتم تكريم 3 فائزين من كل زاوية في المعرض، والذين حصلوا على أعلى نسبة لتصويت المشاهدين والجمهور المتفرج".

ثقافتنا صمود وتحدٍ

مصطفى الصواف

ينطلق الليلة مهرجان غزة الدولي الثاني للأفلام الوثائقية تحت عنوان ( الحرية للأرض والإنسان) تشرف عليه وزارة الثقافة الفلسطينية، برعاية رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية وتقوم عليه شركة ( سكرين) من مدينة غزة في تظاهرة إعلامية ثقافية هي الثانية في تاريخ قطاع غزة على أن تكون هذه المناسبة هي تدشين سنوي لهذا المهرجان ذو الأبعاد المتعددة.
مهرجان يهدف في المقام الأول إلى توجيه رسائل إلى العالم أجمع أن شعب فلسطين عامة وشعب غزة خاصة يعشق الحياة والحرية، ويريد العيش بكرامة رغم هذا الاحتلال وقسوة الحصار والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والانعتاق والتخلص من المحتل وجرائمه.
هذا المهرجان هو دليل واضح على أن الشعب الفلسطيني شعب ذواق ذو مشاعر فياضة وحس فني مرهف رغم الدماء والدمار الذي ألحقته آلة البطش الإسرائيلية طوال عشرات السنين من الاحتلال ولاتزال تمارس هذا الإجرام بشكل يومي، وهو يقابل ذلك بالتصدي والصمود والحياة متفاعلاً مع كل مكوناتها دون إغفال لجانب من الجوانب الذي قد يعده البعض نوعاً من الترف يحدث في سياق خارج الزمان والمكان؛ ولكن الحقيقة أن مثل هذه النشاطات الثقافية تؤكد أننا شعب حضاري ومثقف ولدينا من الإبداع الكثير، وأننا نقدر إبداعات الآخرين ولا ننكرها.
إن هذا المهرجان يحمل رسالة واضحة أننا نسعى بما لدينا من إمكانيات ودون إغفال أي وسيلة من الوسائل كـ "الفيلم الوثائقي والروائي, والقصة والرواية, والصورة, والمسرحية" والتي نقول من خلالها إننا شعب نعشق الحرية ونسعى لتحرير أسرانا من نير سجون الاحتلال، ونسعى إلى طرد المحتل من أرضنا، فلا معنى لحرية الإنسان دون حرية الأرض أو حرية الإنسان، فكلاهما يكمل الآخر وكلاهما لا غنى عنه.
إن استخدام الأفلام الوثائقية لهي وسيلة مهمة في شرح معاناة الشعب الفلسطيني المحتل والمشرد الذي يعاني من التشرد واللجوء في المنافي، وتشرح للعالم أن الشعب الفلسطيني يعاني من عنصرية وإرهاب المحتل وجرائمه التي مزقت الجسد قبل الأرض، هذه الأفلام التي تجسد معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وتنبه ضمير العالم بأن هناك ما يزيد عن سبعة آلاف أسير يقبعون خلف القضبان ويلاقون أشد أنواع الاضطهاد والعذاب.
وعلى ما يبدو أن وزارة الثقافة الفلسطينية أخذت على عاتقها تفعيل كافة الجوانب الثقافية من مهرجانات فلمية, معارض للكتاب, تشجيع المسرح والإبداع الفني والأدبي بوسائل متعددة وأدوات مختلفة حتى تعيد للمشهد الثقافي الفلسطيني حيويته، وحتى تؤكد للجميع أننا شعب نقاوم على كل الجبهات, وأن هذه الفنون المختلفة هي في خدمة البناء وهي تسير إلى جانب المقاومة جنباً إلى جنب لأن إعداد جيل مثقف واعٍ للمرحلة مدرك لمخاطرها متطلع إلى مستقبل زاهر مسألة لا تقل أهمية عن إعداد ساحات المواجهة والقتال مع هذا العدو.

الخميس، 2 ديسمبر 2010

في ذكرى الحرب.. شهداء غزة يعودون!!

 
غزة- "أنور يبكي.. اذهبي إليه".. تنتفض فدوى صاحبة الـ22 ربيعا وتُردد بهمس: "ماذا؟ أنور!".. وفجأة تتذكر الأم الشابة أن صغيرًا في الغرفة ينام حاملًا اسم والده الشهيد والذي رحل في مثل هذا اليوم الذي شنت فيه إسرائيل عدوانها الغاشم على قطاع غزة.
فدوى انحدرت من عيونها دموعا حارة وهي تتذكر آلام السابع والعشرين من ديسمبر الماضي وكيف أدمت أخباره العاجلة قلبها.. ومن بينها: "لقد مات أنور".. غير أن رضيعًا تحتضنه الآن بقوة يُواسي مرارة هذه الذكرى.
"أنور رفيق" في مثل هذا الوقت من العام الماضي رحل وأدرجته غزة آنذاك في قائمة الشهداء غير أنه هذا العام عاد حيًًّا يُرزق يبتسم في وجه طرقات احترف العدو في تشويهها.. عاد هو والمئات من الشهداء ليقول لجراح غائرة إن أموات غزة أحياء بل ويعودون.
"هدية السماء"
تقول فدوى لـ"إسلام أون لاين" بعد أن أزاحت قليلًا ذكرى الحرب البشعة إنها لم تكن تدري أنها "حامل" عندما استشهد زوجها وبعد أسابيع كانت تتمنى: "يا رب ارزقني بطفل ذكر".. وتستدرك: "صحيح أن لدّي رفيقا وأنيسا.. لكن كانت أمنيتي بمولود صبي كبيرة جدًا لأُطلق عليه اسم زوجي الشهيد".
وقبل أن تحل الذكرى الأولى لاستشهاد أنور كان أنور الصغير يملأ البيت فرحًا بحضوره.. وبابتسامة صافية أضافت: "كان هدية من السماء لي ولجدته وجده وكل أفراد العائلة...لا أكاد أُصدق أن أنور بيننا وفي كثير من الأوقات أنسى أنه يحمل هذا الاسم فأنتفض وأتذكر.. أضمه إلى صدري وأقول: "الحمد لله الذي أخذ وأعطى".
وفيما يحيي أهالي غزة ذكرى العدوان الإسرائيلي الشرس على القطاع والذي خلّف أكثر من 1400 شهيد وخمسة آلاف جريح يحمل والد الشهيد "محمد عيّاد" حفيده الرضيع.. وبابتسامة الواثق بقدر الله يقول لـ"إسلام أون لاين": "إن اسمه محمد على اسم ابني الشهيد والذي استشهد في أول أيام الحرب".. ويُكمل الجد: "إنه قرة عين لوالدته.. وهو أمل لنا وفرحة في خضم كل هذه الجراح والآلام...".
"أنس" جديد
وبعد وقت قصير من فاجعة عائلة "حسني" باستشهاد ابنها "أنس" كان الجميع على موعد مع صغير أطلقوا عليه ذات الاسم وبدموع فرح قاطعت ابتسامتها قالت الأم: "بفضل الله اسم أنس لم يخل من البيت".
ويصف أهالي غزة عودة الشهداء بـ"كرامات الله" ولا يكاد يخلو بيت ودّع شهيدًا من استقبال آخر.
وقبل أسابيع قليلة من ذكرى الحرب كانت المنتديات الإلكترونية تتقدم من براء ابن الشهيد نزار ريان القيادي البارز في حركة حماس بالتهنئة الحارة بالمولودتين الجديدتين التوأم "هيام وآية".
وكانت الطائرات الحربية قد اغتالت ريان في سادس أيام العدوان بقصف شرس استهدف منزله ما أسفر عن استشهاده وزوجاته الأربع و9 من أبنائه.
وبكثير من الحمد شكر براء برقيات التهنئة وقال: "إن إسرائيل لم تقتل هيام (اسم والدته) وآية (اسم أكبر أخواته الشهيدات)".
زوجة الشهيد "عمر السيلاوي" وبالرغم من حزنها الشديد على فراق زوجها فإن فرحتها لا تُوصف ببسمة أمل رضيعها الذي حمل اسم والده وفي حديثها لـ"إسلام أون لاين" قالت: "أن تُودع غزة هذا الكم من الشهداء وتستقبلهم من جديد.. فهذه رسالة ربانيّة لنا.. مع صرخات الألم والموت هناك حياة.. يقتلون عمر فتهدينا السماء عمر جديدا".
لن يخلو البيت من أسمائهم
وتقول إحدى الممرضات العاملات في قسم الولادة والشفاء بغزة لـ"إسلام أون لاين" إنها ومن خلال عملها لاحظت أن أغلب زوجات الشهداء الحوامل رزقوا بذكور.
وأضافت: "سبحان الله ما من زوجة شهيد جاءت للمستشفى إلا ووضعت مولودا ذكرا.. على الفور كانت العائلة تُطلق عليه اسم الشهيد وتُهلل فرحًا بأن بيتهم لن يخلو من أنور أو أحمد أو خالد".
وفي وقت سابق كان "همام نسمان" مدير العلاقات العامة في وزارة الصحة بحكومة غزة قد ذكر في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" أن غزة استقبلت 3700 مولود خلال المحرقة التي أضرمها الاحتلال على مدار 22 يومًا.
وقال: إن "3700 طفل ولدوا بين 27 ديسمبر 2008 و17 يناير 2009، في حين أسفر العدوان في نفس الفترة عن استشهاد 1412"، لافتا إلى أن نسبة المواليد في شهر يناير "سجلت أعلى مستوى من الارتفاع قياسا بالأشهر السابقة والمعدلات الطبيعية المعروفة".

"فراولة غزة" تنتصر على الحصار


"نحن جاهزون بمنتجاتنا من التوت الأرضي (الفراولة) المطابق للمواصفات العالمية للتصدير لجميع أنحاء أوروبا".. هكذا عبر أحمد الشافعي رئيس جمعية غزة التعاونية عن بدء أنشطة تصدير الفراولة إلى أوروبا، والتي تصل إلى هولندا أولا، ثم تصدر إلى بلجيكا وفرنسا.
وفي الصناديق التي تضم عبوات فراولة معدة بعناية تزن كل منها 250 جراما وعليها بطاقات تحمل اسم الفاكهة باللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية تم تصدير شاحنتين الأحد 28-11-2010، وصرح رائد فتوح مسئول تنسيق إمداد البضائع من إسرائيل إلى غزة  بأنه "سنقوم بتصدير شاحنتين من الفراولة على سبيل التجربة وعدد الشاحنات سيزيد إلى عشر شاحنات في اليوم إلى أن يتم تصدير كامل الشحنة، ."
وأفادت الإغاثة الزراعية الفلسطينية أن حجم المنتجات المتوقع تصديرها هذا الموسم تقدر بـ 700 طن من الفراولة، و30 مليون زهرة من القرنفل، و 500 طن من الخضار.
وينفق الاتحاد الأوروبي الملايين لدعم القطاع الخاص في غزة من خلال وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) والسلطة الفلسطينية، ويشير الاتحاد لضرورة  أن تقوم غزة بالتصدير كي تحقق استقلالا اقتصاديا أكبر.
وقال برجر ممثل الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية أن الفلفل والطماطم (البندورة) قد ينضما لقائمة الصادرات المقررة للعام الحالي مع الفراولة والأزهار، ولكن استئناف تجارة السلع المصنعة يتطلب مزيجا سليما من الواردات يشمل آلات جديدة للشركات الفلسطينية.
وأضاف برجر "كما يحتاجون لاستئناف الاتصالات والتعريف بأن بوسعهم تسليم (الصادرات) في الموعد المتوقع."
40 ألف فرصة عمل
وأوضح أن غزة كانت تصدر نحو 60 % مما تنتجه قبل الحصار الإسرائيلي وأن نحو 40 ألف فلسطيني كانوا يعبرون الحدود إلى إسرائيل يوميا للعمل هناك، وبلغت قيمة صادرات القطاع تبعا للجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني  في 2005  41 مليون دولار وانخفضت إلى  30 ألف دولار في 2006 و20 ألفا في عام 2007 ولم يكن هناك حركة تجارة تذكر في 2008.
وقد يعالج أحياء الصادرات المصاعب الاقتصادية جزئيا ويتيح فرص عمل لما يصل إلى 40 ألفا في القطاع شريطة أن تبدأ أعمال البناء التي تأجلت طويلا.
ويعتمد أكثر من نصف السكان في الوقت الحالي على المعونات الغذائية من الأمم المتحدة وتحصل غزة على إمدادات منتظمة من زيت الوقود الثقيل ممولة من الخارج عبر خط أنابيب من إسرائيل لتشغيل مولدات الكهرباء إلى جانب شحنات من البنزين والغاز.
وواصفا للمؤشرات الاجتماعية مثل الرعاية الصحية والعمالة والمياه والتعليم والفقر في غزة صرح برجر "ثمة تدهور مستمر في الوضع الإنساني"، لكنه أشار لعدم وجود أمراض أو مجاعات في الشوارع".
30 مليون زهرة
وفي العام الماضي تكبد زراع الأزهار والفراولة في غزة خسائر ضخمة حين أخرت إسرائيل تصريح التصدير لمدة شهرين.
والآمال كبيرة هذه المرة بأن يتم التصدير في الموعد المحدد، وتم تعيين المزارع عماد أبو سمرة وهو أب لأحد عشر ابنا وأحد أبنائه لتعبئة الفراولة بأجر خاص لموسم التصدير يبلغ 10 يورو يوميا.
وأشار رفيق أبو سمرة  (ابنه) أنه تم استئجار أرض لزراعة المحصول الذي تصدره شركة اجروكسكو الإسرائيلية تحت اسم كوربال وتصفه بأنه منتج فلسطيني.
وأضاف أبو سمره سعر التوت الأرضي حاليا جيد ولا يوجد توت أرضي في الأسواق الأوروبية سوى المنتج الفلسطيني، وإذا سار كل شيء على ما يرام تأمل غزة أن تبيع 30 مليون زهرة إلى  هولندا في ديسمبر بسعر 8 سنتات أوروبية للزهرة الواحدة، ويجري شحن الزهور من مطار بن جوريون الإسرائيلي الدولي إلى أمستردام لتباع في مزاد.

المصالحة في غرفة الإنعاش



د. عطا الله أبو السبح
كلما اقتربت المصالحة ابتعدت ، هذا ما اعتاده الشعب الفلسطيني حتى وصل إلى اليأس منها ،وبلغ الأمر ببعض المخلصين أن يقول : يا ضيعة الأموال التي تنفقها الوفود في السفر من عاصمة إلى عاصمة ومن فندق إلى فندق ، ثم يضيف : خسارة على الحبر الذي تكتب به محاضر الجلسات ، وخسارة على الشرف الذي ينتهك بنقض أي اتفاق أو توقيع ، وإلا فأين الشرف بنقض اتفاق مارس 2005 بإعادة بناء م. ت. ف على أسس وطنية ؟ ورغم ذلك يخرج علينا عباس بألف تصريح وتصريح تؤكد جميعها على حرصه على المصالحة، وإدانة حماس بتعطيلها.
ومع كل تصريح يخرج ألف عنصر أمني من أجهزته وعنصر ليعتقل نصيراً أو كادراً من أنصار حماس وكوادرها، حتى صارت الاعتقالات لكثرتها وبشاعتها عادة لا تلتفت لها وكالة أنباء ولا مراسل إلا ليسوق خبراً صغيراً في زاوية ما من وسيلة إعلامه لملء فراغ فيها فحسب؛ كأن يقول ( أجهزة فتح تصعد هجمتها وتختطف 20 من قياديي حماس وأنصارها بينهم صحفي ومحاضر جامعي وطلبة جامعات ) وآخر يقول ( أجهزة فتح تختطف الصحفي سامي العاصي من نابلس بعد أيام من الإفراج عنه من سجون الاحتلال ) وثالث أكثر عجباً ( أن محاكم الضفة تحكم غيابياً على بعض أنصار حماس المعتقلين لدى الاحتلال !! )
مما يؤشر إلى وصول قضاء السلطة إلى الدرك الأسفل من الانحطاط ، كما يؤشر إلى وصول الأجهزة الأمنية إلى أحط درجة في السلوك ضد المواطن ، أي مواطن ، بصرف النظر إن كان صحفيا؛ الذي يعني اختطافه محاربة حرية الرأي ، والحيلولة بين العالم الحر والواقع الذي يعيشه الفلسطيني في كنف هذه السلطة المتسلطة بظلمها وفجورها ونازيتها على الوطن والمواطن ، كما يدل على محاربة المواطن في التعليم ( تحصيلا من جانب الطالب ،وعطاء من قبل أستاذه ) ليحل محله الجهل والضياع واليأس وهي أهداف أجهزة الأمن الإسرائيلية على مدى علاقتها مع الفلسطيني منذ أن نشب الصراع بينهما منذ ما يقرب من مائة سنة ، وها هي أجهزة أمن السلطة تكمل المشوار ، لتحقق نفس الهدف ، ثم بعد هذا وقبل هذا يخرج رموز السلطة ، ورموز فتح على وجه الخصوص تبكي الفرص الضائعة لتحقيق المصالحة ، وترسل بوفدها إلى غزة للتباحث مع زملائهم فيها حول الشأن الفلسطيني أو التهنئة بالعيد !! والأعجب من ذا وذاك أن (سرائيل)تمعن في بناء المستوطنات وتهويد القدس.
وتهدم مساكن الفلسطينيين لتزيل معالم العروبة والإسلام عن كل شارع أو زقاق فيها ، حتى بلغ ما هدمته حسب إحصائية مؤسسة مقدسي 1485 منزلا منذ أن وقعت القدس الشرقية بين أنياب الصهاينة ، وبناء عشرات الآلاف من الوحدات السكنية آخرها ما صادق عليه نتنياهو ببناء 100 وحدة جديدة خارج حدود مستوطنة جيلو لمحاصرة بيت صفافا، لمنعها من التمدد مستقبلا، وتوطئة لتدميرها وطرد أهلها لتصبح مستوطنة ، فيخرج علينا أوفير جندلمان ليقول لنا : ( القدس هي عاصمتنا الأبدية ) وبعده صائب ليقول ( أمامنا خيارات عديدة ) ولا خيار منها يشير إلى أن في وجه السلطة بقية من حياء !! وليس بمستهجن أن يخرج علينا عباس ليشجب ما اقترفته (إسرائيل) بحق المواطن عطية مطير ، الذي هدمت منزله الجرافات الإسرائيلية في بلدته العيسوية قرب القدس ، كما يشجب حماس على رفضها المصالحة كأحد الخيارات السبعة التي يتحدث عنها في قتاله المستميت من أجل عيون السلام!!!