مازال الظلم قائماً على كافة الصعد، والإرهاب الصهيوني على أشده، وحصار غزة مستمر رغم الدعاية الصهيونية بتخفيفه، والتلويح بالعدوان على غزة بلهجة دموية على مسمع وبصر العالم المسمى بالحر متواصل، والانقسام والخلاف يشتد سعاره ، والبطش والتعذيب بين الإخوة والأشقاء يأخذ منحى خطيراً.
المشهد قاتم، والأفق مغلق أمام أي بارقة أمل في إمكانية الانفراج، فالمفاوضات المباشرة التي ظن البعض أنها ستؤدي إلى دولة فشلت ، وأعلن المفاوض الفلسطيني فشل المفاوضات نتيجة التعنت الإسرائيلي والانحياز الأمريكي الكامل والرافض الآن حتى يطرح قرار على الأمم المتحدة يحمل دعوة إلى إدانة الاستيطان وضرورة وقفه حتى تكون هناك عملية سلام لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
المشهد في قطاع غزة مؤلم فالحصار أصاب كل المفاصل بالشلل، ولعل أكبر هذه المفاصل البناء وإعادة الإعمار؛ رغم وجود بعض الحراك في هذا المجال إلا أنه لا يغني ولا يسمن من جوع، فالبيوت المدمرة بفعل العدوان مازالت مدمرة ولم تبن وبعض من أصحابها مازال يعيش في الخيام أو بيوت الصفيح, أو من قدر الله له أن يسكن في بيت البيت لا يكفيه؛ ولكن يتجلد بالصبر على أمل أن يفرج الله كربه، المصانع معطلة والبطالة عالية، والفقر يطال نسبة كبيرة من المواطنين والجميع ينتظر لحظة الفرج القريب على أمل استمرار الحياة بكرامة.
الضفة الغربية تتألم أكبر من أي مكان في فلسطين وألمها على أيدي بعض أبنائها أنكى وأشد مما يتعرضون له من قبل يهود، فالسجون تعج بمئات المعتقلين وصرخات المعذبين إلى عنان السماء داخل السجون، والاهانات لا مثيل لها، والوضع الاقتصادي حدث ولا حرج، والفساد وانتشار المحسوبية والرشوة يضرب أطنابه في كل مكان، بوادر الصراع على السلطة والفوضى الأمنية والفلتان الأمني أخذ يطل برأسه، والمليشيات السوداء وفرق الموت آخذة بالتشكل، وتصفية الحسابات سيدة الموقف، ناهيكم عن التوغلات والاعتداءات الصهيونية اليومية لكل مفاصل العمل الوطني.
إن أخطر ما يجري في الضفة الغربية هو ملاحقة المقاومة ومحاولة القضاء عليها، ليس لان من يسيطر على الضفة يرى في المقاومة أنها عمل عبثي، وضار بالمصالح الفلسطينية، فهذا النهج عقيدة راسخة لدى القائمين هناك؛ ولكن الأخطر أن ملاحقة المقاومة فتحت المجال على مصراعيه للتغول من قبل المستوطنين على أهالي الضفة الغربية وباتت الاعتداءات على البشر والشجر والمساجد والمقدسات والأطفال والنساء يومية، وذلك مرده إلى غياب المقاومة قصرا عن الضفة الغربية لأن المقاومة هي الرادع لهؤلاء الصائبين والإرهابيين، لذلك دعوتنا الدائمة هو ضرورة أن ترفعوا الأيدي عن المقاومة حتى تكون رادعا للمحتل والمستوطنين.
عام 2011 يحب أن يكون عام المقاومة بكل معنى الكلمة، عام المقاومة في التأهيل والإعداد، عام المقاومة في التدريب وصقل المواهب، عام المقاومة في التطوير القتالي وامتلاك القوة، عام المقاومة في شحن المعنويات ، عام المقاومة في التحام المواطن مع المقاومة، عام المقاومة في التواصل بين قوى المقاومة، عام المقاومة في التوحد حول استراتيجية المواجهة المنظمة بعيدا عن العشوائية والظهور الكاذب، عام المقاومة في مواجهة العدو وإيلامه، عام المقاومة في الدفاع عن النفس وعن الشعب وعن الوطن وعن الثوابت والحقوق.
عام 2011 هو عام الشباب، هذا ما أعلنته حكومة هنية، وعام الشباب هو عام المقاومة، خاصة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم, قال:" نصرت بالشباب"، لذلك للشباب حق كبير على من يتولى أمرهم من خلال الاهتمام بالشباب وعلى رأس هذه الاهتمامات هي المقاومة، وهي كيف نعد جيل الشباب للمرحلة القادمة، علميا وثقافيا ورياضيا وعسكريا لأن هذه العناصر الأربعة ضرورية للشباب في مرحلة نحن على يقين أنها مرحلة تحرر، والتحرير يحتاج إلى العقول المتفتحة والأبدان القوية والثقافة الثاقبة الحامية للقيم والمبادئ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق